09 - 05 - 2025

عجايب غراب أبيض | ليتها مقابر اليهود والكومنولث

عجايب غراب أبيض | ليتها مقابر اليهود والكومنولث

هذه ثرثرة ليست "على مقهى في الشارع السياسي" اقتداء بالكاتب الصحفي والأديب "إحسان عبد القدوس" رحمه الله، صاحب مقال "الجمعية السرية التي تحكم مصر" المنشور بـ"روزا اليوسف" مارس1954. وببساطة لأنه لم يعد هناك سياسة، ولأن كل الشوارع والمقاهي مظلمة ومحاصرة، وبعدما انفرج الباب قليلا بين 11 و 2013 فاهتم الناس، وتكلموا وذهبوا للانتخابات. وقبل أن يغلقوا كل الأبواب تقريبا بالضبة والمفتاح أمامهم، فيعودوا "مقاطعين مقاطعين" و"خائفين خائفين". ولذا لنعتبرها ثرثرة على مقهى غير سياسي.

ـ (صوتأ): أنظر حضرتك مدينة المقابر بالقاهرة التاريخية وكأنها مضروبة بقنابل الإنجليز.

ـ (صوت ب): وحتى الانجليز غزوا البلد 1882 واحتلوها فوق الـ 70 سنة ولم يجرؤوا على الاقتراب. كانوا يعلمون أن للموت حرمة وللأجداد قداسة وللآثار قيمة، ولصبر المصريين حدود.

ـ (أ): وهل للطرق والكبارى التي يشق لأجلها "البلدوزر" قلوب موتانا ويهرس عظامهم ويهدم آثارهم العظيمة نادرة الفنون، هل لها جدوى، أو فائدة تعلمها حضرتك ؟

ـ (ب): الحكومة تقول "تطوير"، ويراه غيرها "تخريبا"، وأعمالا بلا رقابة أو محاسبة، وربما مفتوحة على عمولات ومقاولات باطن، ولبيع أراض في وسط القاهرة و"تسقيع" أخرى لرفع أسعار العقارات الفاخرة في هضبة المقطم وما وراءها، أو كأنهم ينتقمون من القاهرة التي ثارت ضد الغزاة والطغاة.. والله أعلم. 

ـ (أ): ولماذا لم يقتربوا من مقابر اليهود بين المعادي الجديدة والبساتين وتركوها خارج خط شارع الجزائر تعترض توسعته أو من مقابر "الكومنولث" من أجل الطرق والكبارى إلى العلمين الجديدة؟

ـ (ب): لليهود إسرائيل تدعى تمثيلهم وتحميهم، ولجنود "الحلفاء" و"المحور" دول وعائلات بالخارج تدافع عنهم. أما نحن والموتى سواء، ولنا جميعا الله.

ـ (أ): صحيح، نحن خارج كل الحسابات. فهل سمعت عن رأي يؤخذ لبرلمان أوعلماء أو كليات آثار أو لنقابتي المهندسين و الأثريين أو لورثة هذه المقابر؟

ـ (ب): لا هي على طريقة "نفذ ثم تظلم "، ومن يتجرأ على فتح فمه أو يظن اليوم أن له كلمة أو قيمة واعتبارا في هذا البلد؟.

(أ):انتبه لنفسك.. أما أنا فسأغير طريق العودة للبيت. 

وعجايب !
-------------------------
بقلم: كارم يحيى

مقالات اخرى للكاتب

عجايب غراب أبيض | ظاهرة الكراسي المقلوبة